قدم صلاح الدين أبو الغالي، عضو القيادة الجماعية للأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة، مرافعة لصالح لوزير العدل، عبد اللطيف وهبي، بعد اتهامه من طرف “البيجيدي” بالسعي للتلاعب باستقرار المغرب، وهدم المجتمع في سياق الجدل حول تعديل المدونة، وقال أبو الغالي “أن الماضاويين لازالوا يعتبرون المرأة بضاعة وأن البنت القاصر سلعة للاستهلاك“.
وتقمص ابو الغالي جبة الفقيه الحداثي قائلا أن “الخصوم السياسيون يمجدون الماضوية، كونها أدت خدمة كبيرة في الاتجار في عقدة الذنب وما يترتب عن ذلك من عجز عن إنتاج المعرفة”،مؤكدا أن “الماضوية قامت على ركيزتين اثنتين، تكمن أولهما في الجعل من نمط عيش قديم دينا بمعنى الكلمة ولو تناقض مع دين الله، فيما تتجلى الثانية في احتكار الفكر، مما أدى ذلك إلى استعباد واستبداد“.
وأضاف أبو الغالي مساء الجمعة 29 مارس 2024، في ندوة نظمتها الأمانة الإقليمية لحزب الأصالة والمعاصرة بالحي الحسني بالدار البيضاء حول موضوع “التمكين القانوني والسوسيواقتصادي للنساء في ضوء مراجعة مدونة الأسرة وخلاصات النموذج التنموي الجديد”، أنه لا يستبشر خيرا من التيار الماضوي في تعزيز استقرار الأسرة المغربية، بل يرى فيه مجرد تكريس للنفاق الإجتماعي وتخريب لمكارم الأخلاق“
وتابع أن بعض المنتسبين للتيار الماضوي “يختزلون مسألة انتقال الثروة في الإرث ليجر النقاش حول آية المواريث، معتبرا أن حزب الأصالة والمعاصرة لم يتطرق أبدا للإرث وليس لديه أي حرج في مسألة الإرث المتعارف عليها ولا في الآية الكريمة، بل كل ما في الأمر هو أنهم يرغبون في تفعيل الوصية، كون الوصية هي الأصل في القرآن الكريم، الذي جعلها أحد الخيارين في انتقال الثروة وخصص لها آيات يفوق عددها آيات المواريث“.
وأوضح أبو الغالي أن الحرية الاقتصادية اليوم هي القلب النابض لكل الحريات والضامن الحقيقي لإستقرار الأسرة المغربية، مضيفا بالقول: “لا يمكن أن نتغاضى عن الواقع واللجوء إلى خطاب قوى الشد العكسي”، لمن وصفهم بالماضويين.
وأكد أبو الغالي أن حزب الأصالة و المعاصرة استقر على أن يتم إلغاء التعصيب بصفة كلية بما يكتسي هذا المفهوم من ظلم في حق المرأة اليوم، كما أنه يؤدي الزرع والعباد، معتبرا أن التعصيب لا وجود له في القرآن الكريم، وتابع قائلا : “لم نعد نعيش في قبائل يضمن فيها العم أو أبناء العم الحماية والتحصين والإنفاق على الطفلة اليتيمة الفاقدة لأبيها، بل نحن اليوم، في وطن تكون فيه الدولة هي المؤتمنة على سلامة الطفلة عوض العم أو أبناء العم، بما في ذالك من سلامتها في الشارع و في تمدرسها و في عيشها الكريم وفي سكنها اللائق وفي ولوجها للكليات والمعاهد، و لو أراد الماضويون إعادة إنتاج مجتمع القرن الثامن و التاسع بعاداته و لباسه وأدواته الصناعية و بقوامته لكان أسهل وأوهن على أحدهم من محاولته استخراج التعصيب من التنزيل الحكيم، وظل سعيه بلا جدوى“.
وعلاقة بزواج القاصرات قال أبو الغالي إلى أن الحزب أظهر في مناسبات عدة عزمه الراسخ على تجريم تزويج القاصرات، وضرورة إلحاق النسب للأب في شأن الطفل المنجب خارج إطار الزواج“