نظمت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، مساء أمس الثلاثاء 18 أكتوبر بالرباط، حفلا دينيا بمناسبة يوم المساجد، الذي يصادف كل سنة اليوم السابع الموالي لذكرى المولد النبوي الشريف، تم خلاله تكريم محسنين، ومهندسين معماريين وصناع تقليديين ساهموا في تشييد بيوت الله خلال سنة 2022.
وهكذا، استعرض وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، السيد أحمد التوفيق، في كلمة خلال هذا الحفل الذي احتضنه المدرج الكبير بمعهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات، الخطوط العريضة للاستراتيجية الجديدة للوزارة المبنية على مقاربة تشاركية، والتي تروم إرساء تدبير جيد للمساجد، وتطبيق أفضل المعايير والممارسات في بنائها وترميمها وصيانتها وتجهيزها وتعزيز دورها في المجتمع.
وأوضح السيد التوفيق أن هذه الاستراتيجية تهدف إلى ضمان حياد المساجد وصون الثوابت الدينية، والقضاء التام على قاعات الصلاة المؤقتة العشوائية من خلال استبدالها بمساجد جديدة توفر تأطيرا مناسبا وبيئة مواتية لممارسة الشعائر الدينية.
وبعد أن أبرز وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أنه وفقا لوزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، سيتم تخصيص 61 ألفا و900 هكتار للسكنى بحلول سنة 2040، كما أن النمو السكاني وتوسع المناطق السكنية بالمدن والتجمعات السكانية بالقرى سيشكل مصدر طلب قوي على أماكن إقامة الشعائر الدينية، أكد أن الوزارة، التي قدرت الاحتياجات الجديدة بـ 200 مسجد في السنة، ستسعى خلال السنوات الخمس القادمة إلى بناء 80 مسجدا جديدا، كما ستستنهض همم المحسنين لبناء حوالي ألف مسجد جديد في نفس الفترة للاستجابة لهذه الحاجيات الاجتماعية.
وتابع أن استراتيجية الوزارة تهدف أيضا إلى تحسين البنيات التحتية الحالية، وتحديد المساجد التي تتطلب تدخلا عاجلا، حيث بلغ عدد إجمالي المساجد المغلقة حاليا 2216 مسجدا، منها 723 في طور التأهيل أو في طور الترخيص، مؤكدا أن الوزارة ستواصل تحسيس وتشجيع المحسنين على المساهمة في تأهيل المساجد، علاوة على المحافظة على التراث المعماري الديني، حيث انخرطت الوزارة منذ اعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه المنعمين في سلسلة من المشاريع الكبرى لترميم المباني الدينية والثقافية الكبرى، الأمر الذي ساهم في تجنب تفاقم تدهور أكثر من 130 مبنى تاريخيا.
كما تسعى، يضيف الوزير، إلى تطوير نموذج للتدبير المستدام للمساجد من خلال التأهيل البيئي للمساجد، وإعداد وتنفيذ التصميم المديري للأنظمة المعلوماتية والمعلومة، من خلال وضع المعلومة في صميم التحديات وتأمين انخراط النظم المعلوماتية والمشاريع الرقمية والمعلومة في دينامية الابتكار.
ويأتي هذا الحفل تجسيدا للعناية الموصولة والمتجددة لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، التي يحيط بها جلالته بيوت الله، واعتبارا لمكانتها العظيمة ومنزلتها الرفيعة، ودورها الجوهري في إشاعة الأمن الروحي وتأطير المواطنين.
وتميز برنامج هذا الحفل الديني، الذي افتتح بآيات بينات من الذكر الحكيم، بتقديم شريطين حول “التوقيت بالمساجد”، و”نماذج من المساجد التي شيدت خلال سنة 2022″، فضلا عن حصة من الأناشيد الدينية، قدمتها فرقة السماع الصوفي برئاسة، عبد السلام السفياني.