عبرت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع مراكش المنارة في بيان أصدرته أمس الأربعاء، عن استنكارها لإغراق مدينة مراكش بالأزبال، وإعادة فتح المطرح القديم الكائن بجماعة حربيل، وهو ما اعتبرته فشلا في تدبير قطاع النظافة.
وحسب ما تضمنه البيان الذي نتوفر على نسخة منه، فقد كشفت الجمعية أنه وفي مشهد مأساوي غير مسبوق، تحولت أحياء مدينة مراكش إلى مكبات عشوائية للنفايات، معتبرة هذا الوضع بالكارثي، حيث ينضاف إلى ما تخلفه الأسواق العشوائية وسط الأحياء والعربات المجرورة بالدواب، في منظر يسيئ للمدينة، ويقض مضجع الساكنة.
وأضاف البيان أن تراكم النفايات نتج عنه أضرار مؤكدة على المستويين الصحي والبيئي وانبعاث الروائح الكريهة وانتشار الحشرات والذباب في قلب الأحياء السكنية وقرب المرافق الحيوية، وهو ما يجسد فشل السلطات المحلية والمنتخبة في تنفيذ التزاماتها في النهوض بالبيئة وضمان استمرارية المرفق العمومي، وكذا يكرس الانحباس التنموي الذي تعانيه مراكش في مختلف المجالات، وأحد تجلياتها فشل التدبير المفوض لقطاع النظافة، بعدما أغرقت المدينة في النفايات بشكل ملفت للنظر رغم الميزانية المخصصة للقطاع، حيث تحولت الكثير من الأحياء كالعزوزية والمحاميد، والمسيرة ودوار العسكر وابواب جليز وسيدي يوسف بن علي وجنبات السور التاريخ لمطارح عشوائية رغم وجود عشرات الشكايات من المواطنات والمواطنين دون أن تتحرك الجهات المعنية وتفعل التزاماتها.
وكشف فرع المنارة مراكش للجمعية المغربية لحقوق الإنسان أنه وقف وباستغراب شديد على اقدام شركات التدبير المفوض لقطاع النظافة بتحويل الفضاء المجاور للمطرح القديم لمراكش إلى مطرح للتجميع والشحن بتراب جماعة حربيل، رغم التصريحات السابقة للجهات المسؤولة حول إطلاق مشروع إعادة تأهيل المطرح وإطلاق عملية تشجير مؤخرا بمكانه، مما يتناقض مع أهداف المشروع ويعيد مجددا الوضع البيئي المتأزم لحي العزوزية، مع اقدام الشركات المستغلة للمطرح العشوائي بجماعة حربيل لإحراق أطنان النفايات وتحول سماء كل من العزوزية والجماعات المجاورة كتامنصورت وواحة سيدي ابراهيم لمجال مغطى بسحب الدخان، الناتجة عن عملية إحراق النفايات مع ما يترتب عليه من مضاعفة معاناة الساكنة خصوصا مرضى الحساسية وضيق التنفس.
وأكدت الجمعية الحقوقية فشل خدمة التدبير المفوض لقطاع النظافة بمراكش، وضياع ملايين الدراهم التي تصرف على شركات عاجزة عن القيام بالدور الموكول لها، بالنظر لاغراق المدينة في أكوام النفايات وتحول شوارعها لمطارح عشوائية أمام أعين السلطات المحلية والمنتخبة.
وأعلنت الجمعية تضامنها مع ساكنة المدينة التي تعاني من تداعيات هذه (الأزمة) على المستويين الصحي والبيئي والحق في السكن اللائق، خاصة وأن الوضع تفاقم مع الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، حيث طالبت بالتدخل العاجل والفوري لتخليص مدينة مراكش من النفايات المتراكمة، مع الدعوة لاغلاق المطرح العشوائي المقام بجماعة حربيل، وفتح تحقيق في فضيحة حرق النفايات عوض نقلها لمطرح جماعة المنابهة، الذي صرفت عليه ملايين الدراهم لانجازه ومآل معمل الفرز والتدوير به.
كما طالبت بالزام الشركات المفوض لها تدبير خدمة النظافة باحترام شروط نقل الأزبال على مثن الشاحنات المخصصة لهاته الغاية، والحرص على تقوية المراقبة بهدف احترام ما ورد في دفتر التحملات وخاصة في مجال الاستثمار في البنيات والآليات والمعدات لتطوير الخدمات والارتقاء بها، مع تغريم الشركات بما يتناسب وعدم احترامها لالتزاماتها وخرقها للاتفاقيات ودفتر التحملات.
وشددت الجمعية على ضرورة تحمل السلطات المحلية والمنتخبة مسؤولياتها في احترام نظافة المدينة وتحرير فضاءاتها العامة من كل ما من شأنه المس بحقوق الساكنة، وأساسا الحق في السكن والأمان والبيئة النظيفة، مع إعطاء نفس الاهتمام وعلى قاعدة المساواة بين مختلف إحياء المدينة ونبذ التمييز الترابي والمجالي.