ارتبط مفهوم الانفتاح في التعليم بزيادة الوصول إلى الموارد التعليمية، ويروم توسيع فرص التعليم من خلال الاستفادة من قوة الإنترنت، مما يتيح بشكل أساسي النشر السريع لتلك المصادر، وتمكين المتعلمين من الوصول إلى المعرفة والتواصل والتعاون، وقد صار التعليم المفتوح مصطلحاً جامعياً على وجه الخصوص يتيح للطالب التعلم بغض النظر عن ظروفه، وليس عليه حضور المحاضرات، إلا أنه ينبغي عليه المجيء إلى الجامعة وقت الامتحان، أو إلى أي مركز تحدده الجامعة.
إن أهمية التعليم المفتوح الأساسية تعود إلى تمكين كلّ الطلاب من تلقي العلم بغض النظر عن ظروفهم، كما أنها تعطي الطالب أريحية كبرى في قدرته على اختيار المواد التي تلائم ظروفه، واختيار عدد المواد كذلك، كما أن التعليم المفتوح لا يتطلب من الطالب أن ينتقل إلى المدرسة كل يوم، ولاسيما إن كانت له ظروف معينة، وتبدو فائدته في أن هذا التعليم لا يترك لأحد أي مسوغ لترك التعليم، ولاسيما أن الشهادات التي تمنحها المؤسسة في التعليم المفتوح لها ذات القيمة التي تنالها الشهادات الممنوحة في التعليم الرسمي. فهو أحد أنواع التعليم الذي يُتيح فرصة الدّراسة لأيّ شخص مهما كان سنّه، أو عمله، طالما أنّ هذا الشّخص لديه القُدرة العقليّة والعلميّة على استكمال التعليم الجامعي، وقد سُمّي بالتعليم المفتوح لأنه ليس له قيود للتعلُّم كما هي الحال مع أنظمة التعليم التقليديّة. ويَمتاز نِظام التعليم المفتوح بقبول كُلّ من يحمل شهادة الثانوية العامة بغضّ النّظر عن المُعدّل التراكمي الذي حصل عليه، كما أنه لا يفرض على الطالب الانتظام لحضور المحاضرات ولا التفرُّغ؛ بل يُمكن أن يدرس الطالب خلال عمله بوظيفةٍ أُخرى، ويستطيع الطالب أيضاً أن يضَعَ الجدول الدراسيّ المُناسب لحالته دون تدخل من إدارة الجامعة، فهو يَستطيع تحديد عدد المواد التي يُمكنه من اجتيازها خلال الفصل بما يتناسب وإمكاناته المادية وظروفه الأخرى؛ أصبحت هناك الكثير من الجامعات المُنتشرة في الوطن العربي والتي تعتمد نظام التعليم المفتوح، فهذا النظام كان مُعتمداً من مدّة طويلةٍ لدى الدول الغربية، وحالياً يستطيع خريجي هذه الجامعات من الحصول على وظيفة مثلهم مثل أي خريج من الجامعات الأُخرى التي تعتمد نظام التعليم التقليدي.
وتشمل شروط التعليم الممفتوح الاستمرار في التعلّم وحُضور بعض المحاضرات وهي لا تأخذ وقتاً طويلاً من مُجمل الوقت المُخصّص للمُقرر، والقيام بالواجبات والأنشطة التي يتطلّبها المُقرر، و حضور الاختبارات والامتحانات النهائية لكل مادة؛ إذ إنّ الامتحان النهائي غالباً ما تُشكل نسبته ما بين 50-70% من علامة المادة ، وما تبقّى من العلامات يتمّ احتسابه للاختبارات والواجبات المطلوبة من الطالب ، ومُتابعة المواد والأوراق التعليميّة التي تُوفّرها الجامعة من خلال صفحتها عبر الإنترنت؛ حيث يكون لكلّ طالب اسم دخول وكلمة مرور خاصّة به ليتمكّن من مُتابعة جميع الأوراق والواجبات الخاصة بالمادة التي سجّلها
إن الفرق بين نِظام التّعليم المفتوح والتعليم عن بُعد يُشبه نظام التعليم المفتوح نظام التعلم عن بُعد إلى حد ما، ولكن هناك اختلاف واضح فالطالب الذي يتعلّم عن بُعد يُمكنه اجتياز الامتحانات وحضور المحاضرات عبر مختلف الوسائط الإعلامية والتلفزيونيّة، وكذلك عبر شبكة الإنترنت، دون أن يحصل أي تواصل مباشر بين الطالب و المُدرّس، بينما في التعليم المفتوح فإنّ هناك أوقات معينة وليست بالطويلة تُحتم على الطالب الحضور شخصياُ إلى المؤسسة التعليمية . أما بالنّسبة لنظام التعليم التقليدي فإنه ينبغي على الطالب حضور جميع المصوغات يومياً، كما أنّ هناك حداً أدنى لمُعدّل قبوله ، وغالباً ما تقوم المؤسسة بتحديد الجدول الدراسي، وتفرض على المتعلم اجتيازه خلال فترةٍ زمنيّة معينة.
نحن بحاجة لتعليم مفتوح حقيقي يقدم تجربة تعليمية متميزة للمتعلمين ويساعد في تطوير المهارات الحياتية التي يحتاجها العمل. وبحاجة الى تفعيل الحوار والنشاطات التعليمية أكثر من الاعتماد على المحتوى فقط. وهذا ما ينغبي على منصات التعليم المفتوح أن تعمل جاهدة لتحقيقيه لأنه هو المستقبل الذي علينا صنعه ، بحيث يستفيد المتعلمون من تطبيق المعرفة في سياق أوسع من المسار الذي يسمح به مساقهم وحرية الوصول وتعزيز فرص التعلم. ودعم نهج التعلم التي تركز على المتعلم، والموجهة ذاتيا، ومنهجيات التعلم الاجتماعية / غير الرسمية ، ثم فرصة اختبار المواد الدراسية قبل التسجيل بها.
كما يستفيد المدرسون من التغذية الراجعة للمتعلم واستعراض التغذية المرجعية للأقران، وفوائد تتعلق بالسمعة والاعتراف والتطور في الاداء المهني ، وفوائد للنُهج التعاونية في التعليم والتعلم (الكفاية: والثقافية) ، ثم الوصول إلى مجموعة أوسع من المتعلمين.
“>