الصراع السياسي المستمر بين حزبي العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة لا يبدو أنه سينتهي قريباً، حيث يشتعل الجدل بينهما في أقل فرصة ممكنة. هذا ما حدث في نهاية الأسبوع الماضي.
بعد يوم واحد فقط من الهجوم الذي شنه عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، على إنجازات حكومة حزب العدالة والتنمية، رد عليه عبد الإله بنكيران بموضوع العلاقات الرضائية التي يدافع عنها وهبي.
تذكرت هذه المواجهة العديد من المتابعين نسخة كربونية من الاشتباكات السابقة بين الحزبين خلال فترة حكومة بنكيران. ومع انهيار هذه الثنائية بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة، يتساءل البعض عما إذا كانت ستعود مجدداً.
محمد شقير، محلل سياسي مهتم بالشأن الحزبي، يستبعد عودة الثنائية القطبية بين حزبي الأصالة والمعاصرة والعدالة والتنمية. ويرجع ذلك إلى “النكسة الانتخابية الكبيرة التي تعرض لها حزب العدالة والتنمية، حيث يتواجد الآن بـ 13 مقعدًا فقط. وحتى داخل التنظيم نفسه، يعاني من قرارات تجميد العضوية والانسحابات”.
ويضيف شقير أن هذه الظروف تجعل الحزب أضعف مقارنة بالأصالة والمعاصرة التي تحتل المرتبة الثانية وتمتلك عدداً من النواب والوزراء.
وتشير المؤشرات إلى عودة كل من بنكيران ووهبي إلى الخطاب الشعبوي الذي كانا يستخدمانه سابقاً. ويقول شقير إن ذلك يعزز فرضية أن بنكيران يحاول استعادة بعض تأثير حزبه، في حين يسعى وهبي لتقديم قضايا المرأة والحريات الفردية كمشاريع حكومية.
يعتبر شقير أن هذا التواجه يذكرنا بالفترة السابقة ويؤكد أن الثنائية القطبية قد انتهت. ويرى أن تنابزهما يندرج ضمن النمط الحاد للخطاب السياسي والانتقاد المباشر.
من جانبه، يرى الخبير السياسي رشيد لزرق أن الجدل الحاصل بين الحزبين هو محاولة من بنكيران للدخول في صراع قيمي، خاصة مع تعديلات قانون الأسرة والقانون الجنائي التي تقوم بها الحكومة. ويعتبر أن القضايا الهوية هي الأسهل لعودة البيجيدي إلى المشهد السياسي.
بينما يشدد رشيد لزرق على أن اختيار بنكيران لمهاجمة البام يؤكد على عزلة الحزب في المعارضة ومحاولته لاستعادة شعبيته من خلال رفع شعارات الهوية الإسلامية.
بشكل عام، يتجدد التوتر السياسي بين حزبي العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة في كل فرصة تظهر. ومع استمرار المنافسة بينهما، يترقب الجميع تطورات المشهد السياسي وما قد يحمله المستقبل.