انعقد، أمس الأحد بالداخلة، الملتقى الثاني للسيرة النبوية الشريفة، المنظم من طرف المجلس العلمي المحلي لوادي الذهب، بمناسبة الاحتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف وتنزيلا لبرنامجه السنوي.
ويندرج هذا اللقاء، المنظم بتنسيق وتعاون مع المندوبية الجهوية للشؤون الإسلامية بالداخلة- وادي الذهب، تحت شعار “السيرة النبوية منبع القيم والأخلاق الإسلامية”، في إطار التعريف بالسيرة العطرة لرسول الله ﷺ، وغرس قيم محبته في قلوب الناشئة.
وبهذه المناسبة، قال عضو المجلس العلمي المحلي لوادي الذهب، عمر الحوات، في كلمة باسم المجلس، إن تنظيم هذا اللقاء السنوي يعد ثمرة لسياسة دينية رشيدة تستمد فلسفتها من الثوابت الدينية للمملكة وخصوصياتها الوطنية، تحت قيادة أمير المؤمنين الملك محمد السادس.
وأبرز أن السيرة النبوية العطرة هي البرنامج العملي والنموذج الكامل لتطبيق مبادئ الإسلام وتنزيل قيمه وأحكامه على أرض الواقع، مشيرا إلى أن تنظيم هذا اللقاء يهدف إلى التذكير بأهمية الأخلاق في حياة المسلمين على مستوى الفرد والجماعة، وإبراز دورها في استقامة السلوك على كافة الأصعدة.
وأضاف أن استعراض ودراسة السيرة النبوية الشريفة يروم، بالأساس، الاقتداء برسول الله ﷺ، وإبراز مكانته بين سائر الأنبياء، وذكر الصفات التي توجب له المدح والكمال، واستخلاص العبر من سيرته العطرة واتباعها لما فيه خير الأمة وصلاحها.
من جانبه، قال المندوب الجهوي للشؤون الإسلامية بالداخلة- وادي الذهب، عبد القادر العليوي، إن هذا الملتقى يندرج في إطار سلسلة من الأنشطة والتظاهرات الدينية التي دأبت المندوبية على تنظيمها، والتي تشمل كذلك حلقات المديح النبوي في المساجد، واستقطاب بعض الأطر المتمكنة لإلقاء محاضرات وندوات في هذا الجانب.
وأشار إلى أن السيرة النبوية الشريفة هي منبع للقيم والأخلاق التي تحتاج إليها اليوم مختلف فئات المجتمع، لاسيما الشباب، مؤكدا على الحاجة إلى إحياء هذه المعاني والقيم في نفوس الشباب والكبار على حد سواء، من أجل بيان الجوانب العميقة التي تلامس حياة البشرية ككل.
من جهته، تطرق المستشار في التوجيه والباحث في العلوم الإسلامية، أحمد السيحي، إلى بعض القيم التربوية في السيرة النبوية، التي ينبغي تدارسها والعمل بها للخروج بخلاصات عملية يسير المسلمون على نهجها وعلى هدي المصطفى ﷺ.
وتناول السيحي، في عرض بعنوان “المنظومة القيمية والأخلاقية في السيرة النبوية”، موجزا من المعنى اللغوي والاصطلاحي للقيم والتربية والسيرة النبوية، وخصائص القيم التربوية الإسلامية التي جسدها الرسول ﷺ.
وأشار، في هذا الصدد، إلى مجالات القيم التربوية في السيرة النبوية، وبعض القيم الاجتماعية التربوية في السيرة النبوية كالتعليم والإتقان والإحسان والرحمة والتعاون والنصيحة والتواصي والمحبة والمودة والإخاء واحترام الوقت.
وعلى هامش هذا الملتقى، الذي حضرته ثلة من أعضاء المجلس العلمي المحلي والمرشدين والمرشدات والوعاظ والواعظات والقيمين الدينيين، نظم المجلس العلمي المحلي لوادي الذهب والمندوبية الجهوية للشؤون الإسلامية دورة تكوينية لفائدة العاملين في مجال تحفيظ القرآن الكريم على صعيد الجهة.
وتم خلال هذه الدورة تقديم عرض في موضوع “تطوير وتأهيل الكفاءات العاملة في مجال تحفيظ القرآن الكريم وفق الخصوصيات المغربية بجهة الداخلة- وادي الذهب”، من تأطير عياد فنادي، المشرف العام على مدرسة سيدي حماد الصوابي للتعليم العتيق باشتوكة آيت باها.