أثار تزايد انتشار خطابات التطرف والتفاهة على وسائل التواصل الاجتماعي بين الشباب المغربي قلق العلماء ومؤسساتهم، ودفعهم لاتخاذ إجراءات حازمة لمواجهة هذه التحديات. وفي هذا السياق، كشف سعيد شبار، الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى، عن خطة إعلامية جديدة تهدف لمواكبة التطورات التي تحدث في مجال الإعلام ووسائل التواصل الحديثة.
وأكد شبار أن الخطة التي أقرها المجلس العلمي الأعلى في دورته العادية تهدف إلى التصدي لتأثير وانتشار خطابات التطرف والتفاهة على وسائل التواصل الاجتماعي. وسيتم في هذا الإطار تطوير محتوى إعلامي يستهدف المواجهة الفعالة للآثار السلبية للمؤثرين الرقميين الذين يروّجون للأفكار المتطرفة والفارغة.
وأضاف شبار أن الخطة ستستهدف أيضًا معالجة الخطاب الديني المتطرف والإلحادي، الذي يمثل تحديًا آخر يواجهه الشباب. حيث أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي مليئة بخطابات التأثير التي تجذب الشباب وتروج لأفكار متطرفة وتافهة، ومن هنا يتطلب الأمر توجيه جهود موازية لإنتاج محتوى بناء ينبهر به الشباب ويسهم في مكافحة التطرف والتفاهة.
تشمل الخطة التنزيل الأمثل للمحتوى الإعلامي عبر وسائل مختلفة مثل الإذاعة والقناة السادسة والموقع الإلكتروني والمجلة، بهدف تحقيق التأطير الديني البناء للمجتمع. وسيتم العمل بشكل منظم ومحكم لتطوير المضامين اللازمة لمواجهة التحديات ومعالجتها بشكل شامل وفعال.
هذه الجهود تأتي في إطار تعزيز المشاركة العلمية في مجالات مختلفة، حيث سيقوم المجلس العلمي الأعلى بتحقيق كتاب “الشفا” للقاضي عياض، وتجميع النسخ الموجودة في الخزانات والمكتبات العالمية على غرار ما تم فعله في موطأ الإمام مالك.
ويؤكد هذا التدخل العلمي التزام المغرب بمكافحة الأفكار المتطرفة والتطرف الرقمي، وسعيه لإرساء رؤية مستدامة للمستقبل تعتمد على العلم والمعرفة في توجيه وتأطير الشباب وبناء مجتمع متوازن ومتطور.