جرى توقيع بروتوكول اتفاق بشأن تكوين الأئمة المرشدين والمرشدات، الخميس في الرباط، بين وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمملكة المغربية ووزارة الشؤون الدينية والعبادة والعادات بجمهورية مالي.
ويهدف بروتوكول الاتفاق، الذي وقعه كل من وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، ووزير الشؤون الدينية والعبادة والعادات بجمهورية مالي، ماحامادو كوني، إلى تكوين 300 من الأئمة المرشدين والمرشدات بمعهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات، موزعين على خمس مجموعات تضم كل واحدة منها 60 مستفيدا.
وبمقتضى بروتوكول الاتفاق هذا ستستفيد كل مجموعة من تكوين لمدة سنتين، مع توفير الطرف المغربي للإقامة.
ويروم بروتوكول الاتفاق تعزيز أواصر الأخوة بين الشعبين الشقيقين، وترسيخ قيم التعاون بين الطرفين في مجال الشؤون الإسلامية، بالنظر إلى الدور المحوري الذي يضطلع به تكوين الأئمة في النهوض بقيم الاعتدال والتسامح.
وقال التوفيق، بالمناسبة، إن “هذا الاتفاق الذي يأتي تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، سيسمح للمملكة المغربية وجمهورية مالي بتدشين مرحلة جديدة من التعاون”.
وأضاف الوزير: “كانت مالي أول دولة استفادت من تكوين الأئمة المرشدين والمرشدات”، مشيرا في هذا الصدد إلى الاتفاقية الموقعة في باماكو عام 2013 بين المغرب ومالي بشأن تكوين 500 من الأئمة الماليين.
وتابع المسؤول الحكومي ذاته بأن تكوين الأئمة يهدف بالأساس إلى الحفاظ على الثوابت الدينية المشتركة، المتمثلة في المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية، فضلا عن قيم الإسلام السمحة.
وفي هذا الصدد أكد التوفيق على “ضرورة تملك التعاليم الدينية التي من شأنها حماية الناس من كل الاضطرابات والتدخلات الخارجية، التي تهدف إلى زرع الفوضى، وتوجيههم نحو الممارسة الدينية الفضلى”؛ كما شدد على ضرورة أن يصبح خريجو معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات بدورهم مكونين ومؤطرين لأفواج أخرى، ومن هنا تأتي أهمية التحصيل السليم للتعاليم الدينية.
من جانبه، أعرب وزير الشؤون الدينية والعبادة والعادات بجمهورية مالي عن عظيم امتنانه وخالص شكره للملك محمد السادس أمير المؤمنين، على الجهود الحثيثة والمتواصلة التي يبذلها لصالح الشعب المالي.
كما نوه الوزير المالي بالتوقيع على بروتوكول الاتفاق، “الذي يجسد أواصر وروابط التعاون الأخوية القوية، التي تجمع الشعبين والبلدين”، وأشار إلى أن “المملكة المغربية لعبت دورا كبيرا في تكوين الأئمة في مالي”، مبرزا “الأثر الإيجابي لسلسة هذه التكوينات على الشعب المالي”.