بحضور مصطفى لكثيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير ، نظمت المندوببة السامية لقدماء المقاومين وجيش التحرير بخريبكة أمس الإثنين 19 غشت بالقاعة الكبرى لغرفة التجارة والصناعة والخدمات بخريبكة لقاءً تواصليا وحفلا تكريميا، والذي ترأسه عبد الحميد الشنوري عامل الإقليم و عدد من الشخصيات المدنية و العسكرية .
و في هذا المقام أكد مصطفى لكثيري أن ملحمة ثورة الملك والشعب لها في قلب كل مغربي مكانة كبيرة ومنزلة رفيعة ، لما ترمز إليه من قيم حب الوطن والاعتزاز بالانتماء الوطني والتضحية والالتزام والوفاء بالعهد ؛ وانتصار إرادة العرش والشعب . كما أن أسرة المقاومة وجيش التحرير، وهي تخلد الذكرى الـ 71 لملحمة ثورة الملك والشعب العظيمة التي تقترن ببشائر أفراح الذكرى الـ 61 لعيد ميلاد صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، لتتوخى تنوير أذهان الناشئة والأجيال الجديدة والمتعاقبة بقيم هذه الملحمة الكبرى واستلهام معانيها ودلالاتها العميقة في مسيرات الحاضر والمستقبل على هدي التوجيهات الملكية السامية الداعية إلى التزود من ملاحم كفاحنا الوطني الطافح بالدروس والعبر.
وأضاف ذات المتحدث، أنه “في يومي 19 و 20 غشت 1955م، وتزامنا مع الذكرى الثانية لنفي الملك المجاهد والأسرة الملكية، شهدت مدن خريبكة ووادي زم وأبي الجعد وقبائل السماعلة وبني خيران انتفاضة عارمة، جسدت أبهى صور النضال والكفاح من أجل الحرية والاستقلال والتلاحم الوثيق بين العرش والشعب. وقد خرج أبناء وبنات هذه الربوع الأبية في مظاهرات حاشدة وصاخبة، حاملين الأعلام الوطنية وصور السلطان سيدي محمد بن يوسف وصور الأمراء والأميرات مرددين الشعارات الوطنية، معبرين عن سخطهم ورفضهم للسلطات الاستعمارية، وأمام إصرار المتظاهرين واستماتتهم في مطالبهم التحريرية بتنفيذهم لأعمال فدائية همت تخريب وإتلاف مصالح ومنشآت المستعمر وتصفية بعض أركانه ، جند جيش الاحتلال كل آلياته الحربية ومعداته العسكرية لتفريق حشود المتظاهرين والمنتفضين، فسقط عشرات الشهداء ملبين نداء ربهم في ساحة الشرف، وسقط عدد كبير من الجرحى. كما شنت القوات الأمنية الاستعمارية حملة واسعة من الاعتقالات شملت المئات من المواطنين الذين زج بهم في غياهب السجون. ورغم ما تعرضوا له من تعذيب وتنكيل، لم تفتر عزيمتهم، فبرهنوا عن تفانيهم واستماتتهم في مواصلة النضال لتحقيق النصر المنشود، بفضل ذلك التماسك الوثيق بين القمة والقاعدة، مستلهمين قوتهم من إيمانهم بعدالة قضيتهم وتشبثهم بالقيم الروحية، والغيرة الوطنية والسلوك المدني القويم”.
وأردف لكثيري ”نحن نستعرض في هذا اليوم بكل افتخار واعتزاز فصول مظاهرة وادي زم وانتفاضة قبائل إقليم خريبكة الزاخرة بالدروس والعبر والطافحة بالمعاني والدلالات، فإننا نجدد الموقف الثابت لأسرة المقاومة وجيش التحرير من ملف قضيتنا الوطنية الأولى، قضية الوحدة الترابية المقدسة، ونؤكد على تعبئتها المستمرة ويقظتها الموصولة كسائر فئات وأطياف المجتمع المغربي والإجماع الوطني وراء عاهل البلاد المفدى، جلالة الملك محمد السادس حفظه الله من أجل مواصلة تحديث وتنمية أقاليمنا الجنوبية الصحراوية وصيانة وحدتنا الترابية المقدسة وتثبيت مكاسبنا الوطنية”.
وقد استغل المنظمون المناسبة لتكريم تسعة أفراد من صفوة نساء ورجال المقاومة وأعضاء جيش التحرير بإقليم خريبكة؛ وذلك وفاء لجلائل أعمالهم وأياديهم البيضاء ، وتضحياتهم الجسام في رياض العمل الوطني ومعترك المقاومة والتحرير.
إضافة إلى توزيع مساعدات اجتماعية وإعانات مالية على عدد من المستحقين للدعم المادي والاجتماعي من عائلات وأرامل المتوفين منهم.