حذر مجموعة من النشطاء من توالي غرق الأطفال في بحيرات السدود خلال فصل الصيف، ما جعل وكالات الأحواض المائية تطلق حملة تحسيسية من أجل الحد من هذه الظاهرة التي تنتشر بالمناطق التي تغيب فيها المسابح العامة والخاصة.
وتشهد مجموعة من المناطق الشمالية والجنوبية العديد من حوادث الغرق خلال الفترة الحالية، بفعل غياب المسابح التي تشكل متنفساً للأطفال والشباب في شهري يوليوز وغشت اللذين ترتفع فيهما درجات الحرارة.
لذلك، أعلنت وكالة الحوض المائي لسبو عن حملة ميدانية، بمعية السلطات المحلية والجماعات الترابية ومصالح الوقاية المدنية، قصد التوعية بمخاطر السباحة في بحيرات السدود.
تستهدف هذه الحملة، حسب بيان للوكالة، ساكنة المناطق المجاورة لبحيرات السدود على صعيد الحوض المائي، بالنظر إلى ارتفاع عدد حوادث الغرق المميتة خلال فصل الصيف.
وتكمن خطورة هذه البحيرات في كثافة مياهها وعمقها الذي يتجاوز أحيانا مائة متر، إلى جانب عدم تهيئة جنباتها، الأمر الذي لا يسمح بالولوج السهل للمياه، ما يساهم في غرق الأطفال.
كما تحتوي بحيرات السدود أيضا على أوحال وعوائق ترابية تتضاءل معها فرص النجاة في حال الغرق، ما يجعلها غير صالحة للسباحة بتاتاً رغم أن ضفافها يتم استغلالها بغرض الترفيه والاستجمام.
مصطفى بنرامل، خبير بيئي، قال في هذا الصدد إن “حوادث الغرق ترتفع خلال فصل الصيف بسبب غياب المراقبة بهذه الأحواض، خاصة أن بعض المناطق القروية والجبلية تغيب فيها أماكن السباحة المقننة”.
وأضاف بنرامل، “الشواطئ تكون منظمة وفقاً لتدابير وإجراءات إدارية واضحة، وهو ما يغيب في الأحواض المائية التي تشكل خطراً على مرتاديها”.
وأوضح المتحدث أن “وكالات الأحواض المائية تضع لافتات تحذيرية بها، لكنها خطوة غير كافية لأنه يلزم تحسيس الساكنة بخصوص مخاطر السباحة بهذه الفضاءات، إلى جانب المنع الكلي من طرف السلطات المحلية”.
وختم برامل بأن “الجماعات الترابية يفترض أن تشيد المسابح لفائدة شباب هذه المناطق وتفتحها أمام العموم بثمن رمزي، لتشجيع الأطفال والشباب على القدوم إليها، بسبب ضعف القدرة الشرائية للأسر”.