يرتقب الفلسطينيون في قطاع غزة دخول شاحنات المساعدات المعلن عنها بموجب اتفاق بين الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي وإسرائيل، في وقت يتواصل القصف الإسرائيلي على القطاع المحاصر وإطلاق صواريخ حركة حماس نحو الدولة العبرية.
ومن جهة أخرى، تتواصل الحركة الدبلوماسية من الجانب الغربي وتتركز خصوصا على دعم لإسرائيل وتأمين الحاجات الإنسانية لغزة، ومن الجانب العربي تخوفا من عملية “تهجير” للفلسطينيين من القطاع الذي يقطنه 2,4 مليون شخص، وسعيا الى وقف الحرب الجارية منذ 13 يوما.
في مدينة غزة، تضررت وتدمرت متاجر ومبان جديدة جراء غارات إسرائيلية خلال الساعات الماضية. وقالت أم محمد أبو زيادة لوكالة فرانس برس “كانت ثلاث ليال صعبة، لكن الليلة الماضية كانت الأصعب”.
وأعلن الرئيس الأميركي الأربعاء أن نظيره المصري بعد اتصاله هاتفيا بنظيره المصري من على متن الطائرة الرئاسية أثناء عودته من إسرائيل، إن السيسي “وافق… على السماح بمرور ما يصل إلى 20 شاحنة كبداية” عبر معبر رفح، المنفذ الوحيد غير الخاضع لسيطرة إسرائيل للقطاع الى الخارج.
وقتل أكثر من 1400 شخص في إسرائيل، منذ هجوم حركة حماس غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر، معظمهم مدنيون قتلوا في اليوم الأول من الهجوم، وفق مسؤولين إسرائيليين. وهناك 203 أسرى في أيدي حماس، وفق الجيش الإسرائيلي.
وقتل 3478 شخصا على الأقل معظمهم من المدنيين، في القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، وفق وزارة الصحة التابعة لحركة حماس. وفر أكثر من مليون شخص من منازلهم الى مناطق أخرى، لا سيما الى جنوب القطاع، هربا من القصف، أو بسبب الإنذار الإسرائيلي بإخلاء مدينة غزة.
في محيط معبر رفح من الجانب المصري، كان مصريون يعملون على تصليح الطرق التي تسبب بها قصف إسرائيلي، وفق ما أفاد شهود وكالة فرانس برس. بينما تنتظر عشرات شاحنات المساعدات منذ أيام في انتظار السماح لها بالدخول.
بحسب المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، لا توجد تعليمات حول “موعد لفتح المعبر”.
رغم ذلك، ينتظر عشرات الأشخاص منذ الصباح على بعد مئة متر من معبر رفح، آملين في أن يتمكنوا من المغادرة.
وقال محمد (40 عاما) الذي يعمل في مؤسسة إيطالية “منذ ثلاثة أيام، أنا وعائلتي في منزل يبعد عن المعبر عشر دقائق… نحن جاهزون مع حقائبنا”.
وقال ماجد (43 عاما) الذي كان على المعبر قبل ثلاثة أيام إلى جانب عدد كبير من الأشخاص بينهم أجانب وحملة جنسيات مزدوجة، إنه اضطر الى مغادرته بعد قصف إسرائيلي. ويضيف “أتوقع فتح المعبر اليوم. جئت لوحدي صباحا وفي حال فتح المعبر سأحضر زوجتي وأولادي، هم جاهزون”، مشيرا إلى أنهم يقيمون حاليا في منزل صديق له.
وأكد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية أن السيسي وبايدن اتفقا على “إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح بشكل مستدام”.
وقال بايدن “نريد إدخال أكبر عدد ممكن من الشاحنات. أعتقد أن هناك حوالى 150 شاحنة”.
وحذر الرئيس الأميركي من أنه إذا “استولت (حركة حماس) عليها (المساعدات) أو منعت عبورها (…) فسينتهي الأمر”.
ويلقي بايدن خطابا إلى الأمة الخميس الساعة 20,00 (منتصف الليل ت غ) من المكتب البيضاوي، سيتطرق إلى موقف ورد الولايات المتحدة “على الهجمات الإرهابية لحماس ضد إسرائيل”.
وكان بايدن تبنى خلال زيارته الى إسرائيل حيث أكد دعمه وتضامنه الكامل معها، الرواية الإسرائيلية للقصف على مستشفى في مدينة غزة، فقال إن لديه أدلة مصدرها وزارة الدفاع الأميركية إن الضربة “نجمت عن صاروخ حاد عن مساره أطلقته جماعة إرهابية في غزة”.
وكانت إسرائيل قالت إن حركة الجهاد الإسلامي أطلقت الصاروخ الذي سقط خطأ على المستشفى، الأمر الذي نفته الحركة. بينما حملت حماس إسرائيل مسؤولية الهجوم.
في الحركة الدبلوماسية أيضا، تعقد قمة ثنائية مصرية أردنية الخميس في مصر، وفق ما أعلنت الرئاسة المصرية للبحث في “سبل وقف العدوان الإسرائيلي على غزة”.
وتظاهر آلاف الأشخاص الأربعاء في عدد من الدول العربية تضامنا مع الفلسطينيين في قطاع غزة وتنديدا بـ”مجازر” إسرائيل. وحصلت تظاهرات أمام سفارات إسرائيلية وأميركية وفرنسية. وأحرقت صور للرئيس بايدن في لبنان.
وشملت التظاهرات الضفة الغربية المحتلة حيث هتف المتظاهرون لحماس وطالبوا برحيل الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وتتواصل المواجهات في عدد من مناطق الضفة بين شبان وقوات إسرائيلية منذ بدء الحرب. وقتل ثلاثة فلسطينيين الخميس برصاص الجيش الإسرائيلي في كل من طولكرم (شمال) ورام الله (وسط) وبيت لحم (جنوب)، وفق وزارة الصحة الفلسطينية. وبذلك، يرتفع عدد قتلى الضفة الغربية الذين قضوا برصاص الجيش الإسرائيلي ومستوطنين منذ السابع من أكتوبر، إلى 69.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته اعتقلت “80 مشتبها به” في أنحاء الضفة خلال الليل “من بينهم “63 ناشطا إرهابيا في حماس”، ما يرفع عدد المعتقلين منذ بدء الحرب إلى 524.
في قطاع غزة، لا تقتصر المعاناة على القصف، بل يختاج السكان الى الماء والغذاء والكهرباء بعد تشديد إسرائيل الهجوم بعد بدء الحرب.
وقال منسق الأمم المتحدة للإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث الأربعاء إن القطاع بحاجة إلى كمية هائلة من المساعدات الإنسانية تصل الى مئة شاحنة في اليوم، مشددا على ضرورة ضمان أمنها.
ويتواصل التوتر اليومي أيضا على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، مع تبادل إطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله اللبناني.