يوسف يحياوي
في بداية الموسم، أتذكر ناصر الخليفي مزهوّا كأنه طاووس و هو يجلس فوق كرسي وسط ملعب حديقة الأمراء و يصرّح في لقاء صحفي حصري بعد التوقيع مع ميسي و حكيمي و فيينالدوم و راموس و دونّاروما أن باريس أصبح كبير القارة العجوز، و أن مسألة التجديد مع مبابي أمر بديهي، “هو كان يريد فريقا تنافسيا و مشروعا قويا، ليس له أي عذر الآن…”
ماذا حدث بعد ذلك؟
فقط حكيمي ثابت على مستواه، فيما فيينالدوم الذي اختار الأموال بدل برشلونة حبيس الدكة، ميسي ظل نفسه، راموس لم يلعب بعد مباراة كاملة ، و دونّاروما الذي يتناوب مع نافاس أفسد الحلم الأوروبي بعد غلطته الشهيرة أمام بنزيمة…
الخليفي نسي أن الأموال تشتري الأسماء و لا تشتري الروح و الإنتماء و حب القميص، و لعل نيمار خير مثال… فمنذ قدومه لفرنسا و تسلّمه زمام الفريق الباريسي، جرّب ناصر كل الوصفات و انتدب كمّا غير يسير من اللاعبين، أقال مديره الرياضي ليوناردو ثم أعاده… سيطر على الدوري الفرنسي في السنوات الأخيرة، لكن “الحلم الكبير” لا زال يعانده عناداً، و السبب هو غياب الشخصية أمام الفرق العريقة، ريمونتادا برشلونة التاريخية، الهزيمة في آخر اللحظات مع مانشستر يونايتد، و أخيرا السقوط أمام الريال، و حتى عندما وصل للنهائي خسر أمام عريق آخر هو بايرن ميونيخ و برأس لاعب ترعرع و اكون في أكاديمية باريس قبل أن يفرّطوا فيه، أتكلم طبعا عن كينغسلي كومان الذي يعد اليوم من ركائز البافاري و جدد مؤخرا بأجر هو من بين الأعلى في المجموعة…
بعد رصاصة دوري الأبطال، يستعد بيريز للإجهاز على الخليفي و هو يخطف منه الجوهرة مبابي، هذا الأخير رآى بأم عينيه أن ريال مدريد و جمهوره و ملعبه و كل ما يحيط به هو المكان الأنسب لكتابة التاريخ…
الخليفي سيعيد الكرّة الموسم المقبل و قد ينتدب كريستيانو و يحقق “المهمة المستحيلة” و هي أن يلعب ميسي و رونالدو معاً، و سيجني أموالا طائلة من خلال بيع القمصان و العقود التجارية الدسمة ، فهو كرجل أعمال إنسان ناجح جدّا، لكن هل سيفوز بدوري الأبطال؟ أشك في ذلك…