مرت أزيد من سبعة أشهر على تولي سعيد الناصري، رئاسة مجلس عمالة الدار البيضاء، والتي وصل إليها بتاريخ الثلاثاء 28شتنبر من سنة 2021، بعد حصوله على ثقة 30 من الأعضاء من أصل 31 عضو، حيث انتخب بعد أن رشحه حزب الأصالة و المعاصرة للتنافس على رئاسة مجلس عمالة الدار البيضاء، عقب فوزه بمقعد برلماني عن دائرة “بنمسيك سيدي عثمان”.
مباشرة بعد صعوده لرئاسة المجلس، بدأت الشكوك حول مسألة الجمع بين رئاسة مجلس العمالة، ورئاسة نادي الوداد الرياضي، قبل أن يؤكد الناصري، أن القانون لا يمنع شخصا من الجمع بين منصبي رئيس جمعية رياضية ورئيس مجلس مدينة ما.
وفي أول خطوة له، كان ابن “زاكورة” حاسما في إلغاء مجموعة من الاتفاقيات المبرمة في عهد حزب العدالة والتنمية التي لم ترَ النور إلى حدود اليوم، والتي تهم مشاريع تهيئة وتوسيع المستشفى الإقليمي بنمسيك الذي خصصت له ميزانية مقدرة بمليوني درهم، واتفاقية بناء 20 مركزا للتعليم الأولي بقيمة 40 مليون درهم، ثم ملحق اتفاقية بمبلغ 20 مليون درهم، إلى جانب اتفاقية من أجل إحداث مركز للرعاية الاجتماعية لفائدة الأشخاص في وضعية صعبة بتراب مقاطعة الفداء مرس السلطان بقيمة تناهز 5 ملايين درهم.
مجلس عمالة الدار البيضاء برئاسة سعيد الناصري، خلال دورته العادية برسم شهر يناير 2022، وضع برنامجا استعجاليا بغلاف مالي قدر بحوالي 387 مليون درهم، والذي يروم تنفيذ مجموعة من المشاريع التي تهم قطاعات الصحة والرياضة والثقافة والهشاشة.
ويهم هذا البرنامج، توسيع أربعة مستشفيات إقليمية، بمبلغ قدر بحوالي 52 مليون درهم، وإحداث مركزين صحيين للقرب بما يزيد عن 87 مليون درهم، وتحسين العرض الصحي لمحاربة الأمراض التنفسية بـ15 مليون درهم، مع المساهمة في تمويل مشروع الاتفاقية المتعلقة بتمويل خدمات تأهيل بنيات استقبال المرضى المصابين بـ”كوفيد- 19″.
وفي مجال تقليص الهشاشة، قرر إحداث مركزين اثنين لإدماج الأشخاص في وضعية إعاقة، إلى جانب تهيئة أربعة مراكز للتعليم الأولي، كما ركز البرنامج ذاته على تحسين العرض الثقافي، حيث سيجري تهيئة خمس دور للشباب بمبلغ 20 مليون درهم، وتهيئة خمسة مراكز ثقافية بمبلغ قدر بحوالي 30 مليون درهم.
الجانب الرياضي يدخل بدوره ضمن قائمة اهتمامات الرئيس الجديد، حيث تم تخصيص مبلغ يناهز 40 مليون درهم من أجل تهيئة أربعة ملاعب تاريخية للمدينة، و20 مليون درهم لتهيئة مركب الأمل، إضافة إلى بناء 10 ملاعب للقرب بما يقدر ب 20 مليون درهما، إلى جانب تحسين العرض الرياضي بعشر ثانويات بمبلغ قدر بـ 20 مليون درهم.
في الشق التواصلي، مازال الموقع الرسمي لمجلس عمالة الدار البيضاء، متوقفا عن العمل منذ رحيل الرئيس السابق للمجلس، إذ يجد المتتبع صعوبة في الحصول على المعلومة، وتتبع مختلف الأوراش التنموية المنجزة أو في طور الانجاز، في ظل غياب جسر للتواصل بين كافة مكونات ساكنة الدار البيضاء، علما أن الفصل 27 من الدستور ينص على حق المواطنات والمواطنين في الحصول على المعلومات الموجودة في حوزة الإدارات العمومية والمؤسسات المنتخبة والهيئات المكلفة بمهام المرفق العام، وكذا القانون التنظيمي رقم 112.14 المتعلق بالعمالات والأقاليم، ومقتضيات القانون رقم 31.13 المتعلق بالحق في الحصول على المعلومات، وخاصة المادتين 12 و13
ومع مرور هذه المدة، على تولي الناصيري رئاسة مجلس عمالة الدارالبيضاء، مازالت ساكنة العاصمة الاقتصادية، تنتظر أن يتحسن حال مدينتها، وترى تطورا في البنى التحتية للمدينة، و العمل على الإسراع من وتيرة الأشغال التي تشهدها المدينة من مدة طويلة، والتي جعلت الاختناق المروري كبوسا يقلق راحة ساكنة البيضاء، وكذا إيجاد حل للمشاكل الإجتماعية التي تتخبط فيها.
ساكنة العاصمة الاقتصادية، تنتظر كذلك أن يتطور الأداء الإداري وتجويد خدماته في مجال التحول الرقمي، وذلك لتقليص التكلفة وطول الإجراءات، لتمكينهم من الاستفادة بشكل أفضل من هذه الخدمات العمومية، والارتقاء بالعمل الإداري إلى مستوى النجاعة والفعالية.
كما تترقب “ساكنة كازا” أن ترى نجاحا لسعيد الناصيري في رئاسته لمجلس عمالة الدارالبيضاء، يوازي النجاح الذي حققه في مجال التسيير الرياضي، مع نادي الوداد الرياضي، الذي أعاده إلى سكة الانتصارات والتتويجات بعد سنين من المعاناة.
وبعد هذه المدة التي قضاها سعيد الناصيري، يبقى التساؤل مطروحا، هل سينجح الرجل القوي في “البام” بالدارالبيضاء في تنزيل المشاريع التي أتى بها إلى أرض الواقع ويضع اسمه في خانة الأسماء التي نجحت في خدمة ساكنة العاصمة الاقتصادية للمملكة المغربية ؟.