في الحادي عشر من يوليوز 2002، شهدت العلاقات المغربية الإسبانية أزمة كبيرة عندما تصاعدت التوترات حول جزيرة “ليلى” وكادت أن تؤدي إلى حرب مسلحة بين البلدين. زعيم الحزب الشعبي الإسباني في ذلك الوقت، خوسيه ماريا أثنار، اختار الحل العسكري بدلاً من التفاوض وقرر تعزيز الجيش الإسباني تجاه المغرب. ومن جانبه، أرسل المغرب جنوده إلى جزيرة “ليلى” كجزء من دوريات المراقبة، وليس كما ادعاه أثنار بـ”الغزو المغربي الجديد”.
حقد أثنار على المغرب يمتد إلى أجيال يمينية عديدة، وينعكس ذلك في الانتخابات الحالية التي ستجرى قريبًا، حيث يُعتبر المغرب موضوعًا رئيسيًا للأوساط اليمينية واليسارية المتطرفة. ولا تزال هذه العداوة تتجلى بشكل واضح في ذكرى أزمة “جزيرة ليلى”.
انتهت الأزمة بوساطة أمريكية، وتحسنت العلاقات بين البلدين على مر السنوات. ومع ذلك، لا تزال آثار هذه الأزمة حاضرة في الوعي الإسباني، حيث يعتبر المغرب العدو الأول ووجود الجنود المغاربة يشكل أكبر تهديد عسكري متوقع.
بعد مرور 21 سنة على هذه الأزمة، يحتاج الأمر إلى نقاش جديد لتحديد مصير الفكر اليميني المتطرف تجاه المملكة، وهل لا تزال تأثيرات الأزمة قائمة على العلاقات بين البلدين؟ وهل تشير نتائج استطلاعات الرأي التي تظهر قرب فاييخو، زعيم الحزب الشعبي اليميني، من الحكومة إلى أن هذه الآثار قد تطول؟
على مر السنوات، تطورت العلاقات المغربية الإسبانية بشكل كبير، ومن المهم تحليل أعمق للأزمة السابقة وتأثيرها المستمر. يجب على البلدين التعامل مع التحديات القائمة وتعزيز التفاهم المتبادل والتعاون بينهما. العمل المشترك يسهم في تعزيز الاستقرار في المنطقة وتحقيق مصالح الشعبين المغربي والإسباني.