أكد إيمانويل دوبوي، رئيس معهد المستقبل والأمن في أوروبا، مجموعة التفكير التي تتخذ من باريس مقرا لها، أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، سطر ضمن الخطاب الذي ألقاه، يوم السبت، 30 يوليوز 2022، بمناسبة عيد العرش، خارطة طريق للأولويات الأكثر إلحاحا التي يتعين على المغرب الانكباب على معالجتها.
وبحسب الخبير الفرنسي في الجغرافيا السياسية والإستراتيجية، فإن من بين هذه الأولويات، أكد جلالة الملك في المقام الأول على ضرورة تعزيز مكانة المرأة داخل المجتمع المغربي، لاسيما من خلال مراجعة وملاءمة المدونة.
وأوضح دوبوي أن جلالة الملك تطرق أيضا ضمن خطابه للسياق الإقليمي والدولي المطبوع، على الخصوص، بالحرب في أوكرانيا وجائحة “كوفيد-19” وانعكاساتهما على الاقتصاد العالمي، مؤكدا أن المغرب ومؤسساته أظهرا في مواجهة الكوفيد استجابة فعالة ومنيعة، عبر سلسلة من التدابير، من بينها تنفيذ حملة تلقيح وازنة، وقدرة “قوية للغاية” على المقاومة الاستشفائية و”يقظة عالية جدا” على الحدود.
ووفقا لرئيس معهد المستقبل والأمن في أوروبا، فإن المغرب في مواجهة الأزمة بأوكرانيا، التي أدت إلى تقلب أسعار الطاقة، انخرط المغرب في سياق “منطق التضامن العابر للقارات” بين أوروبا وإفريقيا، لافتا إلى أن المملكة ترغب بالمشاركة في منطق للاستقلالية الطاقية، لاسيما من خلال تدعيم الأشغال المتعلقة بخط أنبوب الغاز الذي سيربط لاغوس بطنجة.
وأشار الخبير من جهة أخرى، إلى أن جلالة الملك مد يده مرة أخرى للجزائر وتحدث عن استدامة الصداقة بين الشعبين المغربي والجزائري، داعيا إلى إطلاق “منطق للحوار” مع الرئاسة الجزائرية.
وبخصوص مظاهر التقدم المحرز تحت قيادة جلالة الملك، توقف دوبوي بشكل خاص عند تسريع البعد الإفريقي للمغرب، مع عودته إلى الاتحاد الإفريقي ورغبته في الاندماج ضمن المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا.
وفي ما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، أوضح رئيس معهد المستقبل والأمن في أوروبا أن جلالة الملك، من خلال جهوده، “عزز” مخطط الحكم الذاتي المقدم في العام 2007، باعتباره الحل “الأكثر جدية ومصداقية” لتسوية هذا النزاع.
وقال إن “المغرب شهد خلال فترة حكم جلالة الملك تحديثا للمؤسسات، وتسريعا لمسلسل اللامركزية، واعتماد سياسة حقيقية في مجال الهجرة، لاسيما من خلال تسوية وضعية عشرات آلاف المهاجرين المنحدرين من إفريقيا جنوب الصحراء، وإحداث المرصد الإفريقي للهجرة، الذي يبرهن على أن المغرب يوجد في طليعة قضية الهجرة”.
وأوضح دوبوي أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس عمل، منذ اعتلائه العرش، على تعزيز الجاذبية الاقتصادية للمغرب والإشعاع الدولي للمملكة، مبرزا رغبة جلالة الملك في جعل المغرب “فاعلا حاسما” في مجال محاربة الإرهاب على المستويين الداخلي والخارجي، كما سلط الضوء على التعاون القائم بين المغرب وإسبانيا أو بين المملكة وفرنسا، في إطار مجموعة الأربعة التي تضم كلا من المغرب، إسبانيا، فرنسا وبلجيكا.