يوسف يحياوي
أجمع خبراء في مجال البيئة، يوم الجمعة الماضي بالقنيطرة، على ضرورة الحفاظ على الماء وترشيد استهلاكه باعتباره رهانا استراتيجيا في التنمية المستدامة.
وعبر المشاركون، خلال ندوة علمية عقدتها مؤسسة “نالسيا” للتنمية والبيئة والعمل الاجتماعي، تتويجا لقافلة نظمتها بمناطق حضرية وقروية بمنطقة الغرب، لتحسيس الساكنة بضرورة الحفاظ على الماء، على ضرورة ترشيد استهلاك المياه وضمان استدامته ، في ظل انعكاسات ظاهرة الإحتباس الحراري وتأثيراتها السلبية على توفير هذه المادة الحيوية، داعين إلى تبني إجراءات عاجلة لمواجهة مشكلة الندرة والتأقلم معها والتحسيس بمخاطر استعمالات الماء العشوائية.
وبهذه المناسبة، استعرض رئيس مؤسسة “نالسيا “، عبد الكريم نعمان، في كلمة له، حصيلة القافلة التحسيسية من أجل تدبیر وترشيد الماء، وجعله في خدمة تعزيز الأمن المائي للمغرب، لافتا إلى أن هذه الحملة عرفت مشاركة عدد من الخبراء في مجال اقتصاد الماء ومؤسسات فلاحية ومهندسين فلاحيين وهیئات جمعوية.
ولفت إلى أن المؤسسة توخت من خلال هذه المبادرة والندوة العلمية، الانخراط في المبادرة التي أطلقتها وزارة التجهيز و الماء، بالدعوة لتنظيم حملة تحسيسية لتوعية المواطنين بضرورة الحفاظ على الماء نظرا للوضعية المائية الراهنة التي تعرفها المملكة.
وخلص إلى أن خبراء المؤسسة قاموا بحملات تواصلية في الوسط القروي للتحسيس بأهمية الري بالتنقيط و بجدوى عقلنة استعمال المبيدات للحفاظ على الفرشة المائية وعدم تلويتها، واحترام الدورة الزراعية واستخدام التكنولوجيات الحديثة لقياس الرطوبة و الملوحة في التربة و المياه المستعملة، داعيا إلى ضرورة انخراط القطاع الخاص في مشاريع تحلية مياه البحر .
بدوره، أكد ممثل وزارة التجهيز والماء، مصطفى بلعربية، في كلمة له، أن التحدي لم يعد حول استدامة المياه، بل التأقلم مع مشكلة الندرة، حيث أصبحت التغيرات المناخية ظاهرة عالمية لم تسلم من تبعاتها حتى مناطق في أوروبا.
وأشار إلى أن المغرب يعاني في السنوات الثلاث الأخيرة من مشكل قلة التساقطات وهو الأمر الذي ساهم بشكل كبير في تقليل نسبة المياه، داعيا إلى تغيير السلوكيات كل من موقعه.
ولفت، في هذا الصدد، إلى أن الحكومة اتخدت مجموعة من الإجراءات العاجلة عبر وضع برنامج استعجالي لمعالجة إشكالية الماء، وذلك من أجل تأمين التزود بالماء الصالح للشرب، وتكثيف عملية التنقيب عن المياه، وتشييد سدود جديدة، والرفع من القدرة التخزينية لبعضها.
أما رئيس جمعية المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ، مصطفى بنرامي، فقد دعا إلى ترشيد استعمال المياه، والوعي بقيمة هذه المادة الحيوية، لتجاوز هذه الوضعية من خلال الانتقال إلى زراعات صديقة للبيئة.
وشارك في هذه الندوة، التي توخت تعزيز البحث في مجال الماء لضمان حماية أفضل لهذا المورد الحيوي ونشر ثقافة اقتصاد واستهلاك واستعمال الماء، خبراء بيئيون ومهندسون وطلبة باحثين من جامعة ابن طفيل بمدينة القنيطرة.