حذر أحدث تقرير للأمم المتحدة حول التنمية البشرية، من أن الأزمات المتعددة تعيق التقدم في مجال التنمية البشرية التي تتراجع في الغالبية العظمى من البلدان.
وذكر المركز الاعلامي للأمم المتحدة بالقاهرة، أن تقرير التنمية البشرية لعام 2021/ 2022 المعنون “زمن بلا يقين، حياة بلا استقرار: صياغة مستقبلنا في عالم يتحو ل” يرسم صورة لمجتمع عالمي يترنح بين أزمة وأخرى ويخاطر بالاتجاه نحو تزايد الحرمان والمظالم.
وأوضح التقرير أنه و للمرة الأولى منذ 32 عاما والتي قام خلالها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بحسابها، انخفض مؤشر التنمية البشرية – الذي يقيس الصحة والتعليم ومستوى المعيشة في البلدان – على مستوى العالم لمدة عامين متتاليين.
وأضاف أن هذا يشير إلى تفاقم الأزمة في العديد من المناطق وقد تضررت بشكل خاص أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي وأفريقيا جنوب الصحراء وجنوب آسيا.
وأكد أن التنمية البشرية تراجعت إلى مستويات عام 2016، مما أدى إلى عكس الكثير من التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي تشكل خطة عام 2030، وهي مخطط الأمم المتحدة لمستقبل أكثر عدلا للناس والكوكب.
ووصف التقرير جائحة كوفيد-19 بأنها “نافذة على واقع جديد”، وليست انحرافا عن العمل المعتاد، مشيدا بتطوير لقاحات فعالة باعتباره إنجازا هائلا .
من جهة أخرى، اعتبر التقرير أن الموجات المتتالية من متغيرات كوفيد-19، والتحذيرات من احتمال حدوث جوائح مستقبلية بشكل متزايد، ساهمت بتكوين جو عام من عدم اليقين الذي كان يتزايد بالفعل استجابة لوتيرة التغير التكنولوجي المذهلة، وتأثيره على أماكن العمل، والنمو المطرد للمخاوف المحيطة بأزمة المناخ.
وحذر مؤلفو الدراسة من أن الاضطراب العالمي الذي سببته الجائحة لا يعد شيئا مقارنة بما سيشهده العالم إذا حدث انهيار في التنوع البيولوجي ووجدت المجتمعات نفسها مضطرة إلى حل التحدي المتمثل في زراعة الغذاء على نطاق واسع دون الحشرات الملقحات.
وأكد التقرير بأنه و”لأول مرة في تاريخ البشرية”، تلوح تهديدات وجودية من صنع البشر في الأفق “بشكل أكبر من تلك الناجمة عن الأخطار الطبيعية”.
وسجل أنه تم تحديد ثلاث طبقات من “عقدة عدم اليقين”: التغيير الكوكبي الخطير، والانتقال إلى طرق جديدة لتنظيم المجتمعات الصناعية، وتكثيف الاستقطاب السياسي والاجتماعي.
وحسب بيدرو كونسيساو من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمؤلف الرئيسي للتقرير فإنه “للتغلب على حالة عدم اليقين، نحتاج إلى مضاعفة جهودنا في مجال التنمية البشرية والنظر إلى ما يتجاوز تحسين ثروات الناس أو صحتهم”، مضيفا أن يتعين أيضا حماية الكوكب وتزويد الناس بالأدوات التي يحتاجون إليها ليشعروا بقدر أكبر من الأمان، وليستعيدوا الشعور بالسيطرة على حياتهم والأمل في المستقبل.