تبني المغرب رؤية طموحة لمواجهة التحديات المناخية وتعزيز النمو الاقتصادي، حيث تسعى بقوة للاستفادة من مواردها الطبيعية وتركيزها على الطاقة النظيفة. هذا ما كشفت عنه دراسة أوروبية حديثة، والتي أشادت بإمكانيات المملكة الهائلة في مجال إنتاج الطاقة الريحية البحرية.
ووفقًا لتقرير منصة “يوراسيا ريفيو”، يتجاوز إنتاج الطاقة الريحية البحرية في المغرب حاجز الـ 10 جيجاوات، وهو ما يمهد لدور بارز للمملكة في تلبية احتياجات الطاقة المتجددة في المستقبل.
وأظهر التقرير أن السلطات المغربية تسعى لتحقيق تطور كبير في قطاع الطاقات البديلة، وتحديداً الطاقة الريحية، من خلال رفع الإنتاجية بمقدار 10 جيجاوات. ورغم أن هذه الرقم يعتبر مبشراً، إلا أن المغرب يمتلك ساحل بحري هائل يمكن من خلاله بناء مزارع رياح بحرية تتجاوز هذه النسبة بكثير، لتصل إلى مستويات قياسية تعزز مكانة المملكة كلاعب رئيسي في سوق الطاقة المتجددة عالمياً.
وقد أوضح التقرير أن مزارع الرياح البحرية تعتبر أكثر صداقة للبيئة مقارنة بأشكال الطاقة البديلة الأخرى، حيث تتيح توربينات الرياح الأكبر إنتاج كميات أكبر من الطاقة، بفضل تواجد الرياح القوية في المحيط. وهذا يساهم بشكل كبير في تحقيق هدف المغرب الطموح في الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.
وعلى الرغم من التطلعات الكبيرة، يواجه قطاع الطاقة الريحية البحرية في المغرب بعض التحديات. فتكلفة بناء التوربينات تعتبر مرتفعة، وقد يتسبب تأثيرها الإيكولوجي في بعض المشاكل، خاصة في المجالات الاقتصادية الموجودة على سواحل البحر كالصيد البحري.
وحسب الأرقام الرسمية، تبلغ القدرة الكهربائية المنشأة من خلال مصادر الطاقة الريحية في المغرب 1430 ميغاواط، وحصة الطاقة الريحية في القدرة الإجمالية المنجزة تشكل نسبة 13.48%.
تمتلك المملكة حالياً 28 مشروعًا للطاقة الريحية، أكبرها من حيث الإنتاج هو حقل “أفتيسات 1” بجهة العيون-الساقية الحمراء، حيث تصل قدرته إلى 200 ميغاواط، ويشمل المشروع أيضاً إنشاء خط كهربائي بطول 250 كيلومترا يربط الحقل بالشبكة الكهربائية لمدينة العيون.
بفضل هذه الجهود الطموحة، ينطلق المغرب نحو مستقبل مشرق كقوة رائدة في إنتاج الطاقة المتجددة، وهو ما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة ومواجهة التحديات المناخية على الصعيدين الوطني والدولي.