كشف معهد اتفاقيات أبراهام للسلام عن زيادة حجم التبادلات التجارية بين المغرب وإسرائيل، لتصل إلى 84 مليون درهم (8.5 مليون دولار) خلال شهر ماي المنصرم، بزيادة تقدر بـ 124 بالمائة في التجارة مقارنة مع نفس الفترة من سنة 2023.
وقال المعهد في تقرير حديث له، إن الأشهر الخمس الأولى من سنة 2024 بلغت فيها التجارة الثنائية بين المغرب وإسرائيل 529 مليون درهم (53.2 مليون دولار)، مما يشكل زيادة بنسبة 64 بالمائة في التجارة عن الأشهر الخمس الأولى من سنة 2023.
الزيادة في التجارة بين البلدين خلال الأشهر الخمس الأولى من سنة 2024، التي صادفت حرب إسرائيل الدامية على قطاع غزة، يجعل من المغرب ثاني أكثر الدول العربية الموقعة على اتفاقية إبراهيم تطويرا لعلاقتها مع إسرائيل بعد البحرين التي رفعتها ب 933 بالمائة، فيما رفعتها مصر بـ59 بالمائة، أما الإمارات فاقتصر ارتفاعها على 8 بالمائة مقابل انخفاض تجارة إسرائيل مع الأردن بـ17 بالمائة.
واعتبر المعهد أن التعاون بين قطاع الدفاع العربي والإسرائيلي من أبرز التطورات الاقتصادية بين دول “أبراهام”، حيث أفيد في أبريل الماضي أن شركة بلوبيرد الإسرائيلي المصنعة للطائرات بدون طيار أنشات موقعا لإنتاج الأنظمة الجوية غير المأهولة في المغرب، وذلك بعد إنشاء موقع الإنشاء وسط جهود واسعة النطاق من قبل المغرب لتعزيز قدراته الدفاعية والأمنية الداخلية، بما في ذلك من خلال شراء طائرات بدون طيار وأنظمة دفاع جوي إسرائيلية.
ويقول المعهد، إن اتفاقية “أبراهام” كان لها دور في اتخاذ شركة أوراكل الأمريكية لقرار إنشاء فرع جديد لمختبراتها في المغرب، والذي سيضم ما يصل إلى 1000 باحث، وذلك نقلا عن صفرا كاتز، الرئيس التنفيذي لشركة أوراكل.
وأضاف المعهد، أنه من بين أوجه التعاون “الشعبي” تنظيم “حوار للأديان في المغرب” خلال شهر مارس الماضي، شارك فيه أئمة وحاخامات إسرائيليين، جنبا إلى جنب، مع مجموعة من الأئمة الأمريكيين في المغرب لتعزيز التسامح والتعاون بين الأديان واجتمعوا مع قادة دينيين وسياسيين واجتماعيين مغاربة، في مبادرة كانت عبارة عن تعاون بين مركز أور توراه للحوار بين الأديان في إسرائيل، والتحالف الإسلامي للسلام والمصالحة، مقره الولايات المتحدة الأمريكية وشراكان وهي منظمة إسرائيلية عربية مشتركة تعمل على إقامة علاقات يصفها المعهد بـ”الدافئة” على أساس اتفاقيات إبراهام، ورافق الوفد جمعية المغرب للتعايش.
ويشير التقرير إلى أن المغرب وعلى غرار باقي الدول الموقعة على الاتفاقية استفاد من “الثقة التي بنيت مع إسرائيل”، والتي مكنته من تقديم مساعدات إنسانية واسعة النطاق إلى غزة.
ويرى المعهد في تقريره السنوي على أنه على الرغم من “التوترات الجيوسياسية والحرب المستمرة”، فإن اتفاقيات أبراهام “أظهرت مرونة مستمرة في عام 2024″، بحيث أنه لا تزال العلاقات الدبلوماسية والاستراتيجية بين دول الاتفاق قائمة، والتجارة آخذة في الارتفاع.
التقرير الذي نشره المعهد أمس الأربعاء 26 يونيو 2024، ناقشه رئيسه في شهر ماي الماضي مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، وعرض عليه توصياته الرئيسية لكل دولة من دول اتفاق أبراهام، والفرص والتحديات الحالية فيما يتعلق بتوسيع التطبيع، والخطوات التي يمكن لإسرائيل اتخاذها اليوم من أجل المشاركة في المبادرات الإقليمية المتعددة الأطراف في المستقبل.
وأكد المعهد على أن هرتسوغ عبر عن تطلعه للحفاظ على العلاقات الدبلوماسية والاستراتيجية لإسرائيل مع شركاء اتفاقات إبراهيم منذ 7 أكتوبر، وتواصل تبادل الأفكار والتوصيات مع الرئيس ومكتبه.