تحتضن مدينة طنجة في الفترة الممتدة من 25 إلى 28 يوليوز 2024، فعاليات الدورة 18 من مهرجان “ثويزا”، المنظم من طرف مؤسسة المهرجان المتوسطي للثقافة الأمازيغية، وذلك تحت شعار: “إنما الأمم الأخلاق”.
وذكرت الجمعية في بلاغ أن الشعار يجسد ”انفتاح الأمازيغية على التعدد اللغوي والثقافي والفني الوطني والكوني، والتزاما بنشر ثقافة الحوار والانفتاح والتسامح، وتثمينا للتراكم الذي امتد لـ17 سنة في تنظيم الندوات والمحاضرات والمعارض والسهرات الموسيقية، بمشاركة مبدعين ومفكرين وفنانين من داخل المغرب ومن الخارج”.
وأوضح نص البلاغ أن الشعار استلهم من البيت الشعري الخالد: “وَإِنَّمَا الأُمَمُ الأَخْلاقُ مَا بَقِيَت/ فَإِنْ هُمُ ذَهَبَتْ أَخْلاقُهُمْ ذَهَبُوا”. وزاد أن “موضوع الأخلاق كان وما يزال يحظى بالنقاش في أوساط الفكر والدين والسياسة والاقتصاد والاجتماع والفن والبيئة، وغيرها من المجالات التي تهم وجود الإنسان ومصيره”.
وأضاف أن موضوع الأخلاق “يستدعي التأمل العميق والتفكير الرصين، كلما تردت الأوضاع، واختلت الموازين بين قيمتي الخير والشر، واتسعت مساحات خيبات الأمل، وضاقت آفاق انعتاق الإنسان وتحرره من بشاعة ظلم الإنسان وقساوته”.
ولفت اليلاغ إلى أن “ما يحدث اليوم في العالم من حروب غير عادلة وهيمنة للقوى الاقتصادية والعسكرية العظمى واستلاب وجودي بفعل الانحرافات غير المتحكم فيها للتكنولوجيات الجديدة، ومن تدمير لا أخلاقي للمنظومة البيئية لكوكبنا الأرضي، وغيرها من مظاهر تغول الشر وغلبته على الخير، هو الحافز الذي جعل اللجنة المنظمة لمهرجان ثويزا تستضيف مفكرين ومثقفين كبارا، من المغرب ومن الخارج”.
وأكدت المنظمة أنها تقوم بذلك “من أجل فهم ما يحدث، وتفسير مظاهر حضور الأخلاق وغيابها في زمننا وتواجدنا الجغرافي في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، واستشراف مصائر مجتمعاتنا في ظل التحولات القيمية الجديدة”، مبرزة أن هذه المحطة الفكرية والثقافية لـ”مهرجان ثويزا” بطنجة، منذ بدايته سنة 2005، واكبها بمناقشات ومطارحات حرة وجريئة نخبة من المفكرين من مختلف الاتجاهات والمذاهب من المغرب ومن الخارج.
وتابعت الجهة: “وفق رؤيتها الأولى التي نظرت بها إلى الأمازيغية باعتبارها فضاء للانفتاح والحوار والالتقاء بين مختلف الثقافات، وبِنَفَسِها التنظيمي الذي ينتصر للحوار الحر والبناء، تعود مؤسسة المهرجان المتوسطي للثقافة الأمازيغية بطنجة، خلال هذه الدورة، بسلسلة من الندوات الفكرية واللقاأت الثقافية، ومعارض للكتاب وللفن التشكيلي وللمنتوجات الحرفية المغربية التقليدية والمجالية، وبأمسيات موسيقية متنوعة”.
وتراهن الجمعية على المساهمة في تعزيز إشعاع مدينة طنجة الثقافي والأدبي والفني، وعلى مواكبة الدينامية التي تشهدها جهة طنجة تطوان لحسيمة، على مختلف المستويات، تحت قيادة الملك محمد السادس، وعلى المساهمة في جعل هذه الجهة وجهة مستقطبة للسياحة الثقافية والفكرية والفنية.