مسقط – براءة الحسن
كانت تلك زيارتي الثانية للعاصمة العُمانية مسقط ومشهد مطارها عاد إلى ذاكرتي عندما وصلت ورأيت فن الهندسة في المطار والذي يُشير إلى تُراث وعراقة البلد.
ولكن الحفاظ على الأصالة والتراث لا يقف في وجه التطور. فهناك العديد من النشاطات التي تُنظمها سلطنة عُمان على أرضها تُثبت للعالم أنها تواكب العصر، ومنها والأهم بالنسبة لي، كرة القدم النسائية.
فقد اختتم دوري كرة القدم النسائية للصالات بمباراة نهائية جمعت نادي عُمان مع البشائر، برعاية وحضور صاحبة السمو السيدة الدكتورة منى بنت فهد آل سعيد والذي تُوّج فيه نادي عُمان وشهد الحفل الختامي تكريم الفرق المشاركة.
لن تصدقوا ما شعرت به من فرحة عندما سمعت لاعبة شابة تصرخ “سيكون لدينا مستقبل كروي”! وكان ذلك في فعالية نظمتها رئيسة لجنة كرة القدم النسائية في الاتحاد العُماني المكرمة لجينة محسن حيدر درويش على هامش النهائي وبمناسبة يوم المرأة العالمي ويوم كرة القدم النسائية في الاتحاد الآسيوي، والتي بدورها شجّعت الفتيات للانخراط في عالم كرة القدم مشيرةً إلى الدعم الكاف التي تحظى به الكرة النسائية، وشرّفتني بتكريم خاص.
المباراة النهائية تلك لم تكُن مجرّد فعالية، بل أني وجدت هناك لاعبات تلعبن بكل شغف وخبرة ومهارات تخولهن لخوض بطولات قارية وعالمية.
ما لفت انتباهي وأثار دهشتي أن الفعالية تضمنت مباراة تجمع فتيات صمّ وفتيات أصحاء، مع استخدام جهاز خاص تم اختراعه في السلطنة يتيح للفتاة الصمّاء أن تشعر باهتزاز الجهاز عند صافرة الحكم.
لقد قمت بتغطية كأس العالم لكرة القدم للسيدات في فرنسا عام 2019 وكانت حسرة بالنسبة لي عدم وجود منتخب عربي، ولكن بعد ما رأيته في سلطنة عُمان ودول عربية أخرى كالمملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة، أتمنى أن أتواجد يومًا ما عمّا قريب، وأنقل لكم مشاركة منتخبات عربية في البطولة.