افتتحت اليوم الاثنين 12 يناير الجاري بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بابن جرير، أشغال النسخة الرابعة من أسبوع العلوم حول موضوع “الانتقالات”، وذلك بمشاركة شخصيات أكاديمية وعلمية مرموقة.
وتعتبر هذه الدورة مناسبة لاستعراض آخر التطورات والمعارف العلمية في مجال “الانتقالات”، وتسليط الضوء على مواضيع حيوية من قبيل الانتقال الطاقي والطب، إضافة إلى التحولات الاقتصادية والمالية والمناخية.
كما يتيح هذا الموعد العلمي السنوي فرصة للالتقاء والتفاعل والاحتفاء الجماعي بالتقدم المحرز في مجالات محددة، على غرار الدورات السابقة التي تناولت مواضيع مختلفة من قبيل “ما بعد الإنسانية” و”التعقيد”.
وقال رئيس الجامعة هشام الهبطي إن “أسبوع العلوم”، الحدث المحوري في الجامعة، أضحى موعدا لا محيد عنه ينظم مرتين سنويا ويلتقي فيه العلماء والطلبة والجمهور الواسع للتفاعل “تحت لواء جامعتنا”.
وأوضح أن هذا الأسبوع يحقق التواصل بين مختلف المنتمين للجامعة بصرف النظر عن تخصصاتهم، سواء تعلق الأمر بالعلوم الحقة من قبيل الفيزياء، أو البيوتكنولوجيا، أو الإنسانيات، من قبيل علم السياسة أو التدبير.
وسجل أن أسبوع العلوم يعتبر فرصة سانحة تلتقي فيها مختلف المؤسسات والمعاهد التابعة للجامعة من قبيل تلك المتواجدة بمدينتي العيون والرباط، إضافة إلى باريس، مشيرا إلى أنه يعد أيضا مناسبة تلتقي فيها مختلف المنظومات العلمية التابعة للجامعة مع مجموعات علمية أجنبية.
واستحضر الهبطي الغايات التي تعمل الجامعة على تحقيقها والتي تتجلى في “إنارة الآفاق الإفريقية، ولم لا العالمية”، مبرزا الحاجة إلى تغيير التوجهات للانسجام مع التحديات الجديدة التي “تنتظرنا كبشر على غرار التغير المناخي”، عبر “الانتقالات” التي تطال شتى مناحي العلوم.
وأفاد أن موضوع “الانتقالات” يعتبر مناط تدخل جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية التي تأسست على البحث الذي يقارب العالم، ويسلط الضوء على طرق تدبير العلاقة مع البيئة، ويبرز سبل تجاوز التحديات التي تتصل بالمناخ والماء والغذاء والقضايا الاجتماعية، معتبرا أن حصافة الموضوع تتمثل، أيضا، في توثيق أواصر التعاون بين المختبرات والمعاهد والشعب وتحقيق الالتقائية بين كل القوى الحية بالجامعة.
وقال أن أسبوع العلوم سيكون بمثابة مختبر علمي بامتياز سيتوج بإصدار “كتاب أبيض حول الانتقالات”، مشيرا إلى إطلاق الجامعة، مؤخرا، لمعهد الدراسات العليا، كبنية البحث الأولى في العالم العربي التي أدرجت تيمة الانتقالات ضمن مواضيعها الموحدة، وستضطلع بمهام تتجلى، أساسا، في توفير منصة مثلى لاستقبال العلماء من جميع أنحاء العالم، للتفاعل مع الطلبة وبلورة مشاريع ذات قيمة مضافة.
وأكد أستاذ الإبيستيمولوجيا، فؤاد العروي، أن موضوع هذه النسخة يعلي من شأن البحث العلمي الذي يتوخى ضمان التميز في البحث والتدريس على حد سواء في مسعى لبث المعرفة، مبرزا واجب العالم في هذا المجال، لاسيما من خلال ردم الفجوة بين مختلف التخصصات سواء الحقة أو الإنسانيات.
وبعدما استحضر مختلف تيمات النسخ السابقة من قبيل التعقيدات، أوضح أن غايات العلوم هي تحقيق الرفاه وبناء مجتمع متين ديمقراطيا.
وتحدث أيضا رافاييل ليوجيي المدير العلمي لمعهد الدراسات العليا التابع للجامعة ، حيث قال إن مسار الانتقالات ليس تطورا خطيا فحسب، بل أمرا قطيعا ولا تحكمه اليقينية قط.
وأوضح أن مسار الانتقالات ينطوي على محورين، أولهما خارجي مرده التأثيرات الطارئة من قبيل المناخ، وثانيها يتجلى في التأثيرات الداخلية العارضة على موضوع الدراسة العلمية، داعيا إلى إعادة النظر في “القوانين العلمية”.
وتعرف هذه الدورة مشاركة شخصيات بارزة تناقش مواضيع ذات صلة بفهم التحديات الراهنة وكيفية اقتراح حلول مبتكرة، على غرار فيلسوف الإدراك دانيال دينيت، الذي يشغل كرسي فرانك ب. بيرد ويدرس الفيزياء بجامعة هارفارد، والمديرة السابقة لإدارة الزراعة في منظمة الأغذية والزراعة، لويز فريسكو، وآفي لوب، أستاذ الفلك بجامعة هارفارد، إضافة إلى فيلسوف العلوم والفيزياء، جيفري باريت، والشيف المغربية الحاصلة على شهادة في الأنثروبولوجيا، فاطمة هال.
وإضافة إلى الندوات، سيتمكن المشاركون من حضور العرض العالمي الأول لفيلم وثائقي حول ثورة الاستنساخ، بحضور المخرج المستكشف لوك هاردي، وحفل موسيقي لعازف البيانو، جيفروي كوتو، المعروف بعزفه لمقطوعات برامز، إذ سيتيح هذا الحفل للجمهور فهم آليات التحولات الإيقاعية واللحنية.