خرج الإعلامي السابق و الكاتب محمد الصدّيق معنينو في تسجيل صوتي و هو غاضب جدا من إدارة القناة الأولى المغربية بعد أن طال المقص تصريحاته في برنامج “نقطة إلى السطر” الذي كان ضيفا عليه، و هو البرنامج الذي بُث مساء الثلاثاء الماضي…
و كان الصدّيق معنينو قد دعي بصفته مديرا سابقا للتلفزيون العمومي و كذلك كاتبا عامّا سابقا في وزارة الإتصال، لهذا البرنامج الذي يندرج في إطار الإحتفاء بالذكرى الستين لتأسيس التلفزة المغربية، و حسب التسجيل الصوتي للسيد معنينو ، فقد حاول تقديم بعض النصائح و كانت له انتقادات حول بعض الأمور، و هذا كان نابعا من وعيه بضرورة الانفتاح على الرأي الآخر و ضرورة الدخول في نقاش هادف للرقي بمستوى الإعلام المرئي المغربي عامّة و التلفزة العمومية و القناة الأولى بشكل خاص، إلّا أنه فوجيء ببث حلقة “مشوّهة” تم توضيبها و حذف مقاطع كثيرة منها: “سجلنا يوم الإثنين حلقة من برنامج ‘نقطة إلى الصفر’ و مر كل شيء بشكل عادي، ناقشنا واقع التلفزة المغربية بعد ستين عاماً من ولادتها و بالنظر لما راكمته من تجارب في هذا المجال كانت عندي بعض الملاحظات و الانتقادات الهادفة، لكنني تفاجأت بعد بث الحلقة يوم الثلاثاء 2 مارس 2022 بأن مقاطع كثيرة تم بترها ، لأظهر و كأنني أدافع عن التلفزة المغربية و أضعها في مرتبة الكمال…” ثم واصل : “لقد قاموا بغسل الحلقة و تنقيتها بشكل بليد و فاضح بدا معه أن القناة الأولى هي الأفضل و الأكثر احترافية و مصداقية في كل الوطن العربي، و ظهرت بشكل مخالف لما وقع في الحقيقة، و في هذا مس بكرامتي و مصداقيتي و صورتي لدى المغاربة… أدركت اليوم أن القائمين على هذه القناة يمارسون الوصاية على الشعب المغربي و يريدون التحكم في كل ما يراه عبر قنوات القطب العمومي، و هذا غير مقبول و نحن في 2022”
الصديق معنينو أكد أنه سيراسل مدير القطب العمومي فيصل العرايشي ليطالبه بالتحقيق في هذه المهزلة حسب تعبيره: “سأراسل فيصل العرايشي لأطلب منه ثلاثة أشياء، أولا أن يوقف هذا البرنامج ‘نقطة إلى السطر’ لأنه ظلام في زمننا هذا، ثانيا أن يفتح تحقيقا لمعرفة المسؤول عن هذا المونتاج البليد، ثالثا أن يبث الحلقة الحقيقية كما تم تسجيلها و قبل أن يطالها المقص، و حتى يعرف المغاربة حقيقة ما قلت، و ليس ما أرادوا هم إيصاله لهم…”
للتذكير فالصديق معنينو، إضافة إلى المناصب الكبيرة التي حظي بها، فهو إعلامي متمرس و صحفي إبن الميدان، حيث غطى أحداثا مهمة من تاريخ المغرب الحديث كالمسيرة الخضراء سنة 1975 و قبلها انقلاب الصخيرات الفاشل في 1971 و الهجوم على الطائرة الملكية في 1972 و جميع الأنشطة الملكية في سبعينيات و ثمانينيات القرن الماضي، و كذلك الأحداث الرياضية البارزة في تلك الفترة.
يوسف يحياوي